الأستاذ شريف اسعد صبوح
من روّاد التربية والتعليم الأوائل في فلسطين، كرّس حياته كلها في خدمة عملية التربية والتعليم في مدينة نابلس، واليه يعود الفضل في تأسيس العديد من المدارس في نابلس وقراها.
ولد في مدينة نابلس سنة 1303هـ/ 1887م، وفي كتاتيبها واعداديتها
تلقى علومه الاساسية. وفي عام 1904 حصل على الشهادة الاعدادية بتفوق، ثم عين معلما في المدرسة المأمونية بالقدس ثم نقل إلى نابلس عام 1914 ليعمل مديرا للمدرسة الدرويشية، ثم معلما في المدرسة الرشادية الشرقية، فمديرا لدار العلوم الليلية، ووكيلا لمفتش التدريسات الابتدائية.
وعندما انسحبت الحامية التركية من مدينة نابلس 1917، ودخل الاحتلال
البريطاني للمدينة عام 1918، استدعى القائد العام البريطاني الشيخ عمر زعيتر وفوضه بتشكيل ادارة محلية لمدينة نابلس فعين الحاج نمر افندي حماد مديرا للتحرير ورئيسا لديوان المتصرفية، والشيخ رشيد البيطار قاضيا شرعيا، والدكتور مصطفى بك البشناق رئيسا للصحة وشاكر افندي الجوهري مديرا للدائرة المالية، وشريف افندي صبوح لإدارة المعارف.
لم تستمر هذه الإدارة في عملها فترة طويلة، فقد حلها الحاكم العسكري البريطاني بعد شهر واحد من تاريخ انشائها، غير ان شريف صبوح استمر في عمله كمفتش لمعارف لواء نابلس، ثم مفتشا لمعارف يافا، ثم للقدس.
وفي عام 1941 احيل على التقاعد فاختاره المجلس الاسلامي الاعلى في القدس مفتشا للمدارس التابعة له وبعد نكبة 1948 انتقل شريف بعائلته من القدس الى نابلس فعين معتمدا للأوقاف الاسلامية في طولكرم وجنين.
وفي عام 1950 عين مأمورا للأوقاف مدينة نابلس، وبعد عام اسس روضة الخديجية الاهلية للأطفال بإدارة كريماته واشرافه هو، فوقف يومذاك منشدا:
بتعليم بنت الحيّ تحيا بلادنا
فتلك الى نيل الترقي يد طولى
ولن ينجح النشىء الجديد بغيرها
اذن علموها فهي مدرسة اولى
من نشاطات صبوح البارزة، انه كان عضوا مؤسسا لمدرسة النجاح بنابلس، واثناء حرب 1948 كانت له جهود بارزة في تأسيس اللجان الوطنية، وتنظيم الدفاع عن بيت المقدس، وكرس وقته وجهده لخدمة الجمعيات الخيرية المتعددة، والتي كان يتولى عضوية هيئتها الادارية.
توفي بنابلس سنة 1963 على اثر نوبة قلبية حادة، وعرفانا من اهل نابلس بجميل هذا المربي الفاضل في مجال التربية والعمل الاجتماعي وتخليدا لذكراه فقد اطلقوا على احدى مدارس نابلس اسم: “مدرسة صبوح الاساسية”.