من التراث النابلسي..
————————
حــرفة المنجّــــــد:
تنجيد الفرش واللحف والمخدات هي إحدى المهن التراثية الأصيلة إلى يومنا هذا وإن تأثرت بانتشار الفرشات والوسائد الجاهزة، حيث يصنع الفراش من الصوف الحر بعد غسله ونشرة وتنشيفة وإرساله إلى المنجد الذي يعمل على تنفيش الصوف بضربة بواسطة القوس والوتر، فيدق على الوتر بواسطة مطرقة كبيرة من الخشب يتناثر الصوف إثرها وينفش ويكبر حجمة ومن ثم يوضع في الفرشات أو المخدات او اللحف واحيانا أخرى كانت الفرشات تصنع من القطن.
وكان المنجد أيضا يجول في أكثر من حارة، يعرض خدماته، فتسارع العوائل إلى مناداته، وفور مجيئه، يبدأ تفريغ الفرشات واللحف، من قطن على حدة، ومن صوف على حدة، يتربع المنجد قرب الأكوام، ويأخذ بضرب وتره الطويل، بالمطرقة التي في يده، ضربا خفيفا، كأنه يعزف لحنا موسيقيا، فيتطاير الندف بإحكام ودقة، ساعتين أو ثلاث ساعات، ثم يذهب ووتره ومطرقته إلى حاله، مطمئنا إلى أن أجرته ستصل إليه في دكانه، وتندفع نساء البيت إلى الأكوام المنفوشة، تملآن بها الفرشات واللحف التي كانت قد غسلت، وليبدأ بعدها غرز الخيطان المميزة، بإبرة الملاحف الطويلة.